Skip to main content

معايير إعداد وصياغة القرارات الرسمية الحكومية في ليبيا

تُعدّ القرارات الرسمية من أبرز الأدوات التي تستخدمها الجهات الحكومية في ليبيا لتنظيم العمل، وإدارة المرافق، واتخاذ الإجراءات الإدارية والتنظيمية. وتُشكّل هذه القرارات، سواء صدرت عن مجلس الوزراء، أو رئيس مجلس الوزراء، أو الوزارات، أو الجهات العامة التابعة، جزءًا أساسيًا من النظام الإداري، وتُسهم في ضبط الأداء المؤسسي.
يعرض هذا المقال المعايير الأساسية التي ينبغي الالتزام بها عند صياغة القرارات الرسمية، بما يضمن وضوحها، قانونيتها، وقابليتها للتنفيذ والتوثيق.

أولاً: الجهة المُصدِرة للقرار

يجب أن يُذكر بوضوح اسم الجهة التي أصدرت القرار، سواء كانت:

  • مجلس الوزراء
  • رئيس مجلس الوزراء
  • إحدى الوزارات أو المؤسسات العامة

هذا التحديد يعزز الشرعية، ويُحدد الجهة المسؤولة عن التنفيذ.
مثال:

مجلس الوزراء – قرار رقم (2024/25) بتاريخ (19 يوليو 2024)

ثانيًا: رقم القرار

لكل قرار رقم فريد يُدرج ضمن تسلسل زمني (سنوي أو شهري). يُسهم الترقيم في:

  • تسهيل الأرشفة والتوثيق
  • الربط القانوني عند تعديل أو إلغاء قرارات لاحقة

ثالثًا: تاريخ إصدار القرار

يُذكر التاريخ بدقة، ويُعتمد لاحقًا في تحديد سريان القرار أو الطعن فيه إن لزم الأمر.

رابعًا: الموضوع

1. عنوان الموضوع

يُكتب بصيغة واضحة ومباشرة، ويُعبر بدقة عن مضمون القرار.
مثال:

قرار بشأن تعيين موظفين جدد في وزارة التعليم

خامسًا: المقدمة التمهيدية للقرار (تمهيد القرار)

قبل الشروع في مواد القرار أو ديباجته القانونية، يُستحسن إدراج مقدمة تمهيدية تُوضح:

  • الأسباب أو الدوافع التي استدعت إصدار القرار
  • الأهداف العامة أو الغاية المرجوة من القرار
  • الخلفية الإدارية أو السياسية أو القانونية التي يندرج القرار ضمنها

مثال:

“نظرًا لأهمية تنظيم التوظيف في الجهات العامة، وسعيًا لضمان الشفافية والكفاءة في إدارة الموارد البشرية، واستنادًا إلى مقتضيات المصلحة العامة، فقد تقرر ما يلي:”

هذه المقدمة تساعد في:

  • تعزيز فهم القرار من الناحية السياقية
  • توثيق النية التشريعية أو الإدارية
  • توفير مرجعية تفسيرية عند تطبيق القرار أو عند الطعن فيه مستقبلاً

سادسًا: الديباجة (المقدمة القانونية)

تشمل الإشارة إلى القوانين والتشريعات التي تُشكّل الأساس القانوني للقرار، مثل:

  • القوانين الوطنية
  • اللوائح التنفيذية
  • قرارات سابقة ذات صلة

مثال:

استنادًا إلى القانون رقم (12) لسنة 2010 بشأن علاقات العمل، وعلى قرار مجلس الوزراء رقم (2023/15)…

سابعًا: نص القرار

1. المضمون

يجب أن يكون النص:

  • دقيقًا ومباشرًا
  • خاليًا من الغموض أو العبارات الإنشائية
  • شاملاً لكافة الجوانب التنفيذية والإجرائية

2. التقسيم إلى مواد

يُنصح بتقسيم القرار إلى مواد واضحة:

  • المادة الأولى: جوهر القرار
  • المادة الثانية: تفاصيل إضافية أو استثناءات
  • المادة الثالثة: تحديد الجهة المسؤولة عن التنفيذ

ثامنًا: التنفيذ

يجب تسمية الجهة التنفيذية بوضوح، مثل:

تُكلَّف وزارة المالية بتنفيذ هذا القرار، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتطبيقه.

تاسعًا: التوقيع والختم

  • التوقيع: يُوقّع من قبل الجهة المخولة قانونًا (رئيس الحكومة، الوزير، أو مدير عام).
  • الختم: يوضع ختم الجهة المختصة لإضفاء الطابع الرسمي.

عاشرًا: النشر والتبليغ

1. وسيلة النشر

يُذكر إذا ما كان القرار سينشر في:

  • الجريدة الرسمية
  • الموقع الإلكتروني للجهة
  • لوائح إدارية داخلية

مثال:

يُنشر هذا القرار في الجريدة الرسمية، ويُعمل به من تاريخ صدوره.

2. التبليغ

تُحدد الجهات التي يجب تبليغها:

على كافة الإدارات التابعة للوزارة الالتزام بتنفيذ هذا القرار، وتعميمه على الموظفين المعنيين.

حادي عشر: التحقق القانوني والمراجعة

قبل صدور القرار، يُستحسن مراجعته من قبل المستشار القانوني لضمان:

  • التوافق مع التشريعات السارية
  • تجنّب التداخل أو التناقض مع قرارات سابقة
  • ضبط الصياغة القانونية واللغوية

إنّ الالتزام بمعايير دقيقة في صياغة القرارات الرسمية الحكومية يُسهم في تحسين جودة العمل الإداري، وتعزيز الشفافية، وتقليل فرص سوء الفهم أو الطعن القانوني.
ونظرًا لأهمية هذه المعايير في ضمان سلامة الأداء العام، فإننا نوصي بأن تتبنى الجهات الحكومية في ليبيا دليلاً موحدًا لصياغة القرارات، وأن يتم تدريب الكوادر التنفيذية والإدارية عليه بانتظام.
توحيد المعايير لا يخدم فقط الجهة المصدرة، بل يعزز الثقة في الأداء الحكومي لدى المواطنين والمجتمع.

مثال عن هيكل القرار ومحتوياته

قرار رقم 47 لسنة 2024، بشأن إنشاء وحدة وطنية للتحوّل الرقمي في الوزارات والمؤسسات العامة

مقدمة القرار (التمهيد)

في إطار التوجه الاستراتيجي للدولة الليبية نحو تعزيز الحوكمة الرقمية وتحديث الهياكل الإدارية بما يتوافق مع المعايير الدولية، ونظرًا للتفاوت في مستوى الخدمات الإلكترونية بين مختلف الجهات العامة، وسعيًا إلى توحيد الجهود وضمان التنسيق المؤسسي في مشاريع التحول الرقمي، فقد اقتضى الأمر إنشاء وحدة وطنية متخصصة تُشرف على تنفيذ خطط التحول الرقمي، وتُتابع مؤشرات الأداء، وتُسهم في دعم قدرات الكوادر الفنية.

الديباجة القانونية

مجلس الوزراء

  • استنادًا إلى الإعلان الدستوري المؤقت الصادر بتاريخ 3 أغسطس 2011 وتعديلاته،
  • وعلى القانون رقم (12) لسنة 2010 بشأن علاقات العمل،
  • وعلى قرار مجلس الوزراء رقم (2020/15) بشأن الحكومة الإلكترونية،
  • وعلى ما عرضه وزير الدولة لشؤون الاتصالات والتحول الرقمي،
  • ومراعاة لمقتضيات المصلحة العامة،

قرر:

مادة 1

تُنشأ وحدة تسمى “الوحدة الوطنية للتحوّل الرقمي”، تتبع إداريًا لرئيس مجلس الوزراء، وتُكلّف بتنسيق وتنفيذ ومتابعة مشاريع التحول الرقمي في جميع الوزارات والمؤسسات والهيئات العامة.

مادة 2

تُناط بالوحدة المهام الآتية:

  1. إعداد خارطة وطنية لمشاريع التحول الرقمي تشمل الجهات العامة كافة.
  2. تقييم البنية التقنية للجهات الحكومية ووضع خطة لتحديثها.
  3. اقتراح السياسات والمعايير الفنية المتعلقة بالتحول الرقمي.
  4. الإشراف على تنفيذ نظم إدارة الوثائق الرقمية والأرشفة الإلكترونية.
  5. إعداد تقارير دورية تُرفع إلى مجلس الوزراء كل ثلاثة أشهر.
مادة 3

تُشكل لجنة إشراف عليا برئاسة وزير الدولة لشؤون الاتصالات وعضوية ممثلين عن:

  • وزارة المالية
  • وزارة التخطيط
  • الهيئة العامة للمعلومات
  • ديوان المحاسبة
  • مركز التوثيق والمعلومات
    ويجوز للجنة الاستعانة بمن تراه مناسبًا من الخبراء والمختصين.
مادة 4

تُخصّص وزارة المالية المخصصات المالية اللازمة لعمل الوحدة ضمن موازنة العام 2025.

مادة 5

تُعمل أحكام هذا القرار من تاريخ صدوره، وعلى جميع الجهات العامة المعنية التعاون مع الوحدة الوطنية للتحول الرقمي في تنفيذ مهامها.

صدر في طرابلس

بتاريخ: 19 يوليو 2024 م
رئيس مجلس الوزراء
[توقيع]
[الاسم الكامل]

ختم مجلس الوزراء

النشر

يُنشر هذا القرار في الجريدة الرسمية وعلى الموقع الإلكتروني لمجلس الوزراء.

التبليغ

يُبلّغ هذا القرار إلى:

  • وزارة الدولة لشؤون الاتصالات
  • وزارة المالية
  • وزارة التخطيط
  • الهيئة العامة للمعلومات
  • ديوان المحاسبة
  • كافة الجهات العامة

للعلم والتنفيذ كلٌّ فيما يخصه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

منشورات ذات صلة